الأسبان يتطلعون إلى مستقبل كروي مشرق بعد إحراز لقب يورو 2008

فرحة اللاعبين مع المدرب اراجونيس
بعد ساعات فقط من تحقيق الحلم الذي طالما راود الجماهير الأسبانية بإحراز لقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2008) بدأ الأسبان بالفعل يتطلعون إلى مستقبل كروي مشرق.

ولم يكد المنتخب الأسباني يعود إلى بلاده مساء أمس الاثنين حاملا كأس البطولة الأوروبية حتى ظهرت الخطط المستقبلية لإثبات مكانة الكرة الأسبانية على المستوى الدولي.

وجاء الفوز باللقب إثر هزيمة المنتخب الألماني 1/صفر في المباراة النهائية التي أقيمت بالعاصمة النمساوية فيينا مساء أمس الأول الأحد لتشعل حماس لاعبي أسبانيا ، وقد اعترف لاعب خط وسط المنتخب تشابي ألونسو قائلا "الآن أطمح في الفوز بلقب كأس العالم" التي تستضيفها جنوب أفريقيا عام 2010 .

وأضاف لاعب فريق ليفربول الإنجليزي "أريد أن أتمتع بأيام الأجازة ثم أبدأ التفكير في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.. هذا اللقب سيغير الكثير من الأشياء ، فالسماء هي حدودنا الآن".

كذلك أبدى لاعب خط الوسط الأسباني الآخر سيسك فابريجاس تطلعه إلى المستقبل بعد الفوز الذي حققه مع منتخب بلاده على نظيره الألماني باستاد "إرنست هابل" بفيينا.

وقال نجم فريق أرسنال الإنجليزي "بالطبع هذا جعلني متلهف على المزيد من النجاح. فهذا النجاح هو الأكبر الذي يحققه المنتخب لأسبانيا.. إننا فريق شاب ويجب الآن أن نتنافس على كأس العالم".

وكان المنتخب الأسباني أكثر الفرق شبابا بين المشاركين في يورو 2008 التي أقيمت بالنمسا وسويسرا حيث يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 26 عاما ، لذلك يعد "الماتادور" الأسباني أحد الفرق المرشحة بقوة للفوز بلقب كأس العالم 2010 .

وذكرت صحيفة "ماركا" في نسختها الالكترونية أمس الاثنين "من الغد فصاعدا نحتاج التفكير في كأس العالم 2010 لأن هذا المنتخب يتمتع بإمكانيات وأعمار كافية لتحقيق المزيد".

وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب الأسباني يمتلك فرصة للبناء على ما حققه في يورو 2008 أفضل من الفرصة التي كان يمتلكها المنتخب اليوناني بعد إحراز لقب يورو 2004 بالبرتغال.

وكان المنتخب اليوناني قد فجر مفاجأة وأحرز لقب يور 2004 لكنه أخفق بعدها في التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا كما خرج من الدور الأول بيورو 2008 بعدما احتل المركز الرابع الأخير في المجموعة الرابعة.

وتحلم الجماهير الأسبانية بتحقيق إنجاز جديد في كأس العالم 2010 حيث كان أفضل نتيجة حققها المنتخب الاسباني في تاريخ مشاركاته بكأس العالم هي احتلال المركز الرابع وذلك في بطولة عام 1950 .

كذلك أعرب فيرناندو توريس الذي سجل هدف الفوز لأسبانيا في المباراة النهائية عن طموحه وصرح لوسائل الإعلام في فيينا عقب المباراة قائلا "لقد ترعرعنا كمجموعة وكفريق"

وأضاف إنني سعيد لأنها أول بطولة كبيرة أفوز فيها وأتمنى ألا تكون الأخيرة. يجب أن نستمتع بهذا الإنجاز ثم نواصل النجاح في كأس العالم التي تقام بعد عامين".

وبدأ بالفعل أنخيل ماريا فيار رئيس الاتحاد الأسباني للعبة التخطيط لكأس العالم 2010 بعدما حضر نهائي يورو 2008 باستاد إرنست هابل الذي شهد أيضا حضور العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا.

والفوز باللقب الأوروبي هو النجاح الأول لفيار خلال فترة رئاسته للاتحاد والتي بدأت منذ 20 عاما ، ويبدو من المؤكد أن ذلك سيسفر عن إعادة انتخابه في الخريف المقبل لفترة جديدة.

ويأمل فيار نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ونائب رئيس الاتحاد الأوروبي (يويفا) أن تحصل أسبانيا على شرف تنظيم يورو 2016 رغم أن طلب العاصمة الأسبانية مدريد لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية قد يشكل عقبة في طريق الوصول لهذا الهدف.

ويستعد فيار للإعلان عن تعيين فيسنتي دل بوسكي مدرب ريال مدريد سابقا في منصب المدير الفني للمنتخب خلفا لأراجونيس الذي أنهى مشواره مع المنتخب بنهاية البطولة الأوروبية.

ووقع أراجونيس ، الذي سيتم السبعين من عمره الشهر المقبل ، عقدا لمدة عامين مع نادي فناربخشة التركي. وتردد أن المدرب المخضرم استاء من عدم تقدم فيار بعرض لتجديد العقد معه حتى الأسبوع الماضي.

ويعد أراجونيس صاحب الفضل الأكبر في الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الأسباني ، وقد تمسك بالأسلوب التقليدي للأسبان في الحفاظ على الكرة والتحرك بها سريعا ونجح في نقل المنتخب الأسباني خطوة كبيرة إلى الأمام.

وفي المباراة أمام ألمانيا لم يكتف أراجونيس بحث لاعبيه على السيطرة على الكرة فحسب وإنما اتبع سياسة الاعتماد على الهجمات المرتدة مستفيدا بسرعة مهاجمه توريس.

وكانت خطة أراجونيس باللعب بطريقة 4/1/4/1 وإشراك ماركوس سينا أمام الدفاع ومساعدة توريس بأربعة من لاعبي خط الوسط المهاجمين قد تسببت في إرباك صفوف المنتخب الألماني الذي يقوده النجم مايكل بالاك.

وعمل أراجونيس ، الذي تولى تدريب المنتخب الأسباني قبل أربعة أعوام ، بشكل جاد لتحقيق الوحدة بين لاعبي الفريق ونجح في أن يحوز على احترام وتقدير اللاعبين.

وقال توريس "إنه (أراجونيس) مثل الأب بالنسبة لنا.. ربما يكون الأهم في مجموعتنا لأنه يثق فينا بشكل كبير. إننا سعداء للغاية لأنه سطر اسمه في تاريخ الكرة الأسبانية في آخر مبارياتنا تحت قيادته".

وكان أراجونيس الملقب باسم "الحكيم" قد أكد أنه سيرحل عن الفريق بعد نهائي يورو 008 وقال "أعتقد أن هذا الفريق يمكنه الاستمرار وإحراز المزيد من الألقاب".

وأبدى أراجونيس أمله في أن "يعامل المدرب الجديد بأفضل شكل ممكن كي يستطيع القيام بمهامه. لقد كنت أتمتع بالقدرة على التعامل مع كل الضغوط ، لكن المدرب الجديد ربما لا يتمتع بهذه القدرة".